لم تكن تتوقع أن فضولها وتطلعها إلى تعلم كيفية التعامل مع أحد أشهر مواقع التواصل الإجتماعي على الشبكة العنكبوتية وهو -الفيس بوك- سيغير حياتها إلى الأسوأ، ويقلب كيانها رأسًا على عقب!.. فبعد أن كانت ذات طاقة متدفقة ونشاط هائل يجعلها تقضي معظم ساعات يومها فيما يجدي ويعود بالنفع عليها وعلى من حولها، صارت بعد إدمانها الفيس بوك في عزلة شبه تامة عن أفراد أسرتها، قلما تجالسهم أو تتحدث معهم.. قصرت في أداء واجباتها المنزلية والزيارات العائلية، كما تهاونت في أداء الطاعات والعبادات التي كانت تلتزم بها من قبل!..
تشرنقت حول عالمها الجديد وإنغلقت عليه، ولم تر سواه.. رغم أن هذا العالم الإفتراضي كثيره مزيف وقليله مشكوك في أمره!..
فرغم طول الساعات التي تقضيها أمام الفيس بوك إلا أنها لا تشبع ولا تكتفي، وإن أغلقته مضطرة تواتيها الرغبة في الرجوع إليه مرة أخرى، وإن عاندت نفسها تظل تفكر فيما وضعته وتابعته من خلاله، وإذا تحدثت مع أحد أفراد أسرتها فغالبًا ما يكون الحديث منصبًا حول الفيس بوك وما يدور فيه..
أما إذا حالت ظروف قهرية دون دخولها الفيس بوك لعدة ساعات فتنتابها حالة من الإكتئاب والحزن الشديد لفراقه!!..
كان هذا وصفًا مبسطًا ومقتضبًا للأوضاع المزرية التي آلت إليها هذه الفتاة جراء طول مكوثها أمام الفيس بوك، فحالتها ليست فريدة من نوعها، بل هناك الكثير والكثير من الشباب سواء كانوا من الذكور أو الإناث يعانون جميعهم ويلات إدمان الفيس بوك، مما يجعل هذا الأمر ظاهرة عامة متفشية في عالمنا العربي بشكل ملحوظ، وبالتالي تحتاج إلى عمل دراسات وأبحاث خاصة بها وتسليط الضوء عليها في شتى وسائل الإعلام وفي المدارس والجامعات للتوعية بأسبابها وأخطارها وكيفية علاجها..
إلى كل من أدمن الفيسبوك ويريد المساعدة على العلاج مجموعة من النصائح والإرشادات التي إذا إتبعها بمشيئة الله شُفِي من هذا الداء وتمكن من العودة إلى سابقه وربما أفضل:
=أولًا: الإعتراف بالمشكلة: بداية العلاج تبدأ بالإعتراف بالآثار السلبية التي أحدثها إدمانك للفيس بوك، انظر إلى حالك وقارن بين أوضاعك قبل وبعد الإرتباط المرضي بالفيس بوك وقيمها جيدا.
=ثانيًا: راجع نفسك بشكل يوميا حول إستخدامك للفيس بوك وقيم أداءك والفائدة التي حصلت عليها.
=ثالثًا: لا تجعل من الفيس بوك الوسيلة الوحيدة لملء الفراغ واللهو وسبيلًا للهروب من ضغوط ومشكلات الحياة الخاصة والعامة.
=رابعًا: تجنب الوحدة والعزلة وإحرص على الإنخراط في الحياة الإجتماعية وصلة الأرحام وزيارة الأصدقاء والتواصل معهم عبر الهاتف.
=خامسًا: كسر الرتابة والروتين والتحرر من النمطية في الحياة، والقيام بأعمال جديدة والحرص على ممارسة بعض الهوايات التي تحبها لجعل الحياة أكثر تنوعًا.
=سادسًا: التقيد بفترة زمنية محددة يوميًا، ولتكن مثلًا من نصف ساعة إلى ساعة على الأكثر لتزور فيها الموقع وتتعرف على آخر المستجدات، أما باقي الوقت فحاول الاستفادة منه في شيء أكثر نفعًا وقيمة.
=سابعًا: عليك بإيقاف الإشعارات والتنبيهات التي يرسلها الفيس بوك إلى بريدك الإلكتروني أو هاتفك النقال، فلست في حاجة ماسة لمعرفة من أرسل إليك رسالة ومن قام بالرد على ما كتبته.
=ثامنًا: لأن الفيس بوك يعتبر وسيلة جيدة للتعبير عن أفكارك وآرائك الشخصية بحرية، فلا مانع من زيارة الموقع حينما تتذكر معلومات قيمة أو فكرة مبتكرة ترغب بمشاركتها مع من تحب لمعرفة آرائهم حولها.
وأخيرا.. لو قمت بإتباع الإرشادات والخطوات سالفة الذكر وما زلت تعاني من إدمان موقع الفيس بوك، فبإمكانك التطرق للحل الأخير وهو التخلص من الموقع نهائيًا عن طريق منع حاسبك الآلي من الدخول إليه وحذف عنوانه من الشبكة نهائيًا.
الكاتب: هناء المداح.
المصدر: موقع صيد الفوائد.